قصص للأطفال -جحا والحمار-
كان من عادة أهل قرية جحا أن يتناوبوا على الذهاب إلى القرية المجاورة من أجل طحن القمح, والتي تبعد بعدة كيلومترات عن قريتهم.
وفي يوم من الأيام جاء دور جحا للقيام بهذه المهمة, فجمع له أهال القرية تسعة من الحمير محملة بالقمح.
اقترب زعيم القرية من جحا وقال: إليك يا جحا تسعة حمير, إياك ثم إياك أن تفقد واحدا منها في الطريق. - محذرا إياه –
قال جحا: اطمئن، سأذهب وأعود بسرعة بالدقيق المطحون، لنصنع الفطائر والخبز.
ثم ودع أهل البلدة، وسار جحا بالحمير بعد أن ركب أحدها.
وفي الطريق خطر له أن يعد الحمير، وفوجئ بأنها ثمانية فقط، فكاد يجن، نظر عن يمينه وعن شماله, اعتقد جحا أن حمارا ضاع، فخاف و فزع من أهل القرية ورئيسهم.
صاح جحا في الحمير بأعلى صوته، فوقفت، ثم نزل عن حماره ونظر هنا وهناك وخلف الأشجار، ثم عاد وعدها ثانيا فوجدها تسعة بالتمام و الكمال، فقال: سبحان الله لقد أخطأت الحساب في المرة الأولى.
ركب جحا حماره و قاد باقي الحمير ليواصل مهمته، ثم خطر بباله أن يعد الحمير مرة أخرى، فإذا بها ثمانية حمار فقط، فقال في نفسه: ما هذه اللعبة السخيفة التي يلعبها معي هذا الحمار.
نزل جحا من على ظهر حماره، وأخذ يعدها من جديد فوجدها تسعة، فكاد أن يجن، وظن أن أحدا ما يمزح معه. فجلس و نظر إلى الحمير، ثم قال: سأرى الآن كيف يختف ي الحمار.
ثم ركب حماره وساق باقي الحمير أمامه، وهو يعدها فوجدها ثمانية، وفي الطريق صادفه شيخ كبير السن.
سأل الرجل عن حال جحا و عن سبب حيرته، قال جحا: إن أحد الحمير يريد أن يعبث معي !!!.
قال الرجل: يا جحا، إن الحمير لا تفهم. أجابه جحا: كيف وهناك حمار يختفي ويظهر؟.
فهم الشيخ سبب حيرة حجا، فضحك و قال: هيا نعدها معا، واحد اثنان ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة ثمانية تسعة، أرأيت؟، إنها تسعة.
ركب جحا أحد الحمير و أكمل المسير بعد أن ودع الشيخ، بعد قليل صرخ جحا وهو يستغيث بالشيخ : لقد اختفى!، لقد اختفى!
وكان لا يزال قريبا منه، فجاء الرجل وسأل جحا: ماذا حدث؟.
فأجاب: أنظر إنها ثمانية فقط!.
ضحك الرجل وقال: إنك يا جحا لم تعد الحمار الذي تركبه, وهذا سبب حيرتك.
شكر جحا الشيخ بعد أن أدرك أن الحمير لا تنقص، وأنها تسعة بالتمام والكمال. ثم ودع الشيخ وركب حماره وانطلق بقافلة الحمير إلى وجهته المقصودة.
عاد جحا إلى بلدته بعد أن طحن القمح وأصبح دقيقا، واستقبله أهل القرية بالترحاب.
تعليقات
إرسال تعليق