تحنيك المولود بالتمر
الأطفال نعمة من الله عز و جل وجب الشكر له عليها, وخص الإسلام الأطفال
بمجموعة من الأحكام التي توجب على الوالدين إحاطة أبنائهم بالرعاية اللازمة, في
مختلف مراحل النمو: من الحمل إلى الولادة, ثم التربية و
التعليم.
و لنا في ذلك أسوة حسنة, فقد تبث عن الرسول صلى الله عليه و سلم أن أول
الأعمال المستحبة منذ لحظة الولادة:
·
البشارة به والتهنئة بقدومه.
·
والدعاء له.
·
الآذان والإقامة فى أذنيه.
·
تحنيكه.
ورد في الصحيحين من حديث أبي بردة عن أبي موسى قال: "وُلد لي غلام فأتيت
به إلى النبي فسمَّاه إبراهيم وحنَكه بتمرة".
وروى أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أسماء أنها حملت بعبد الله ابن الزبير بمكة
قال:" فخرجت وأنا متم فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدته بقباء ثم أتيت رسول الله
فوضعته في حجره فدعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أولَّ شيء دخل جوفه ريق رسول الله
قالت ثم حنَّكه بالتمرة ثم دعا له وبرك عليه وكان أول مولود ولد في الإسلام للمهاجرين
بالمدينة قالت ففرحوا به فرحا شديدا وذلك انهم قيل لهم إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد
لكم".
إن قيام الرسول صلى الله عليه و سلم بتحنيك الأطفال المواليد بالتمر بعد أن
يأخذ التمرة في فمه ثم يحنكه بما ذاب من هذه التمرة بريقه الشريف فيه حكمة بالغة.
فالتمر يحتوي على السكر " الجلوكوز
" بكميات كبيرة وبعد إذابته بالريق الذي يحتوي على أنزيمات خاصة يتحول السكر الثنائي
" السكروز " إلى سكر أحادي ، كما أن الريق يسهل إذابة السكريات ، و بالتالي
يمكن للطفل المولود أن يستفيد منها.
و بما أن كل المواليد يحتاجون للسكر الجلوكوز بعد ولادتهم مباشرة ، فإن إعطاء
المولود التمر المذاب يقي الطفل بإذن الله من مضاعفات نقص السكر.
إن استحباب تحنيك المولود بالتمر هو علاج وقائي ذو أهمية بالغة و هو إعجاز طبي
لم تكن البشرية تعرفه و تعرف مخاطر نقص السكر " الجلوكوز " في دم المولود
.
و إن المولود ، و خاصة إذا كان خداجاً ، يحتاج دون ريب بعد ولادته مباشرة إلى
أن يُعطى محلولاً سكرياً . و قد دأبت مستشفيات الولادة و الأطفال على إعطاء المولود
محلول الجلوكوز ليرضعه بعد ولادته مباشرة ، ثم بعد ذلك تبدأ أمه بإرضاعه.
إن مستوى السكر " الجلوكوز" في الدم بالنسبة للمولودين حديثاً يكون
منخفضاً ، و كلما كان وزن المولود أقل كلما كان مستوى السكر منخفضاً.
و بالتالي فإن المواليد الخداج [وزنهم أقل من 5,2 كجم] يكون منخفضاً جداً بحيث
يكون في كثير من الأحيان أقل من 20 ملليجرام لكل 100 ملليلتر من الدم . و أما المواليد
أكثر من 5,2 كجم فإن مستوى السكر لديهم يكون عادة فوق 30 ملليجرام.
و يعتبر هذا المستوى ( 20 أو 30 ملليجرام ) هبوطاً شديداً في مستوى سكر الدم
، و يؤدي ذلك إلى الأعراض الآتية :
1-أن يرفض المولود
الرضاعة.
2-ارتخاء العضلات.
3-توقف متكرر في
عملية التنفس و حصول ازرقاق الجسم.
4- اختلاجات و نوبات
من التشنج .
و قد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة ومزمنة ، و هي :
1-تأخر في النمو.
2-تخلف عقلي.
3-الشلل الدماغي.
4-إصابة السمع أو
البصر أو كليهما.
5-نوبات صرع متكررة
( تشنجات ).
تعليقات
إرسال تعليق